الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: الدر المنثور في التفسير بالمأثور **
- أخرج أحمد وعبد بن حميد والبخاري في تاريخه والترمذي وحسنه وابن المنذر والحاكم وصححه وابن مردويه عن فروة بن مسيك المرادي رضي الله عنه قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم، فقلت: يا رسول الله ألا أقاتل من أدبر من قومي بمن أقبل منهم؟ فاذن لي في قتالهم وأمرني، فلما خرجت من عنده، أرسل في أثري، فردني فقال "ادع القوم فمن أسلم منهم فاقبل منه، ومن لم يسلم فلا تعجل حتى أحدث اليك، وأنزل في سبأ ما أنزل فقال رجل: يا رسول الله وما سبأ، أرض أم امرأة؟ قال: ليس بأرض، ولا امرأة، ولكنه رجل ولد عشرة من العرب، فتيامن منهم ستة، وتشاءم منهم أربعة، فاما الذين تشاءموا فلخم، وجذام، وغسان، وعاملة. وأما الذين تيامنوا فالازد، والاشعريون، وحمير، وكندة، ومذحج، وأنمار. فقال رجل: يا رسول الله وما أنمار؟ قال: الذين منهم خثعم، وبجيلة". وأخرج أحمد وعبد بن حميد والطبراني وابن أبي حاتم وابن عدي والحاكم وصححه وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما "أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن سبأ أرجل هو، أو امرأة، أم أرض؟ فقال: بل هو رجل ولد عشرة، فسكن اليمن منهم ستة، وبالشام منهم أربعة، فأما اليمانيون فمذحج، وكندة، والأزد، والأشعريون، وأنمار، وحمير. وأما الشاميون فلخم، وجذام، وعاملة، وغسان". وأخرج الحاكم عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ {لقد كان لسبأ في مساكنهم}. وأخرج عبد بن حميد عن عاصم رضي الله عنه أنه قرأ وأخرج الفريابي عن يحيى بن وثاب أنه يقرأها {لقد كان لسبأ في مساكنهم}. وأخرج عبد بن حميد عن قتادة رضي الله عنه قال: كان لسأ جنتان بين جبلين، فكانت المرأة تمر ومكتلها على رأسها، فتمشي بين جبلين، فتمتليء فاكهة وما مسته بيدها، فلما طغوا بعث الله عليهم دابة يقال لها: الجرذ، فنقب عليهم، فغرقهم، فما بقي منهم إلا أثل، وشيء من سدر قليل. وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد رضي الله عنه في قوله {لقد كان لسبأ في مساكنهم...}. قال لم يكن يرى في قريتهم بعوضة قط، ولا ذباب، ولا برغوث، ولا عقرب، ولا حية، وإن الركب ليأتون في ثيابهم القمل والدواب، فما هو إلا أن ينظروا إلى بيوتها، فتموت تلك الدواب، وإن كان الانسان ليدخل الجنتين، فيمسك القفة على رأسه، ويخرج حين يخرج وقد امتلأت تلك القفة من أنواع الفاكهة، ولم يتناول منها شيئا بيده. وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي رضي الله عنه قال: كان أهل سبأ أعطوا ما لم يعطه أحد من أهل زمانهم، فكانت المرأة تخرج على رأسها المكتل فتريد حاجتها، فلا تبلغ مكانها الذي تريد حتى يمتليء مكتلها من أنواع الفاكهة، فأجمعوا ذلك فكذبوا رسلهم، وقد كان السيل يأتيهم من مسيرة عشرة أيام حتى يستقر في واديهم، فيجمع الماء من تلك السيول والجبال في ذلك الوادي، وكانوا قد حفروه بمسناة - وهم يسمون المسناة العرم - وكانوا يفتحون إذا شاؤا من ذلك الماء، فيسقون جنانهم إذا شاءوا، فلما غضب الله عليهم، وأذن في هلاكهم، دخل رجل إلى جنته - وهو عمرو بن عامر فيما بلغنا، وكان كاهنا - فنظر إلى جرذة تنقل أولادها من بطن الوادي إلى أعلى الجبل فقال: ما نقلت هذه أولادها من ههنا إلا وقد حضر أهل هذه البلاد عذاب، ويقدر أنها خرقت ذلك العرم، فنقبت نقبا، فسال ذلك النقب ماء إلى جنته، فأمر عمرو بن عامر بذلك النقب فسد، فأصبح وقد انفجر بأعظم ما كان، فأمر به أيضا فسد، ثم انفجر بأعظم ما كان، فلما رأى ذلك دعا ابن أخيه فقال: إذا أنا جلست العشية في نادي قومي فائتني فقل: علام تحبس علي مالي؟ فاني سأقول ليس لك عندي مال، ولا ترك أبوك شيئا، وانك لكاذب. فإذا أنا كذبتك فكذبني وأردد على مثل ما قلت لك، فإذا فعلت ذلك فاني سأشتمك، فاشتمني. فإذا أنت شتمتني لطمتك، فإذا أنا لطمتك فقم فالطمني. قال: ما كنت لاستقبلك بذلك يا عم! قال: بلى. فافعل فاني أريد بها صلاحك، وصلاح أهل بيتك فقال الفتى فلطمه فقال الشيخ: يا معشر بني فلان الطم فيكم؟ لا سكنت في بلد لطمني فيه فلان أبدا، من يبتاع مني. فلما عرف القوم منه الجد أعطوه، فنظر إلى أفضلهم عطية، فأوجب له البيع، فدعا بالمال، فنقده وتحمل هو وبنوه من ليلته، فتفرقوا. وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن عكرمة رضي الله عنه قال: كان في سبأ كهنة، وكانت الشياطين يسترقون السمع، فأخبروا الكهنة بشيء من أخبار السماء، وكان فيهم رجل كاهن شريف كثير المال، أنه أخبر ان زوال أمرهم قد دنا، وأن العذاب قد أظلهم، فلم يدر كيف يصنع لأنه كان له مال كثير من عقر، فقال لرجل من بنيه وهو أعزهم أخوالا: إذا كان غدا وأمرتك بأمر فلا تفعله، فإذا نهرتك فانتهرني، فإذا تناولتك فالطمني، قال: يا أبت لا تفعل ان هذا أمر عظيم وأمر شديد قال: يا بني قد حدث أمر لا بد منه، فلم يزل حتى هيأه على ذلك، فلما أصبحوا، واجتمع الناس قال: يا بني افعل كذا وكذا.. فأبى، فأنتهره أبوه، فأجابه، فلم يزل ذلك بينهما حتى تناوله أبوه، فوثب على أبيه فلطمه، فقال: ابني يلطمني علي بالشفرة قالوا: وما تصنع بالشفرة؟ قال: اذبحه قالوا: تذبح ابنك! الطمه واصنع ما بدا لك، فأبى إلا أن يذبحه، فأرسلوا إلى أخواله فاعلموهم بذلك، فجاء أخواله فقالوا: خذ منا ما بدا لك، فأبى إلا أن يذبحه قالوا: فلتموتن قبل أن تدعوه قال: اشتروا مني دوري، اشتروا مني أرضي، فلم يزل حتى باع دوره، وأرضه، وعقاره. فلما صار الثمن في يده وأحرزه قال: أي قوم ان العذاب قد أظلكم، وزوال أمركم قد دنا، فمن أراد منكم دارا جديدا، وجملا شديدا، وسفرا فليلحق بعمان ومن أراد منكم الخمر، والخمير، والعصير، فليلحق ببصرى. ومن أراد منكم الراسخات في الوحل، المطعمات في المحل، المقيمات في الضحل، فليلحق بيثرب ذات نخل، فأطاعه قوم، فخرج أهل عمان إلى عمان، وخرجت غسان إلى بصرى، وخرجت الأوس، والخزرج، وبنو كعب بن عمرو، إلى يثرب، فلما كانوا ببطن نخل قال بنو كعب: هذا مكان صالح لا نبتغي به بدلا فأقاموا، فلذلك سموا خزاعة لأنهم انخزعوا عن أصحابهم، وأقبلت الأوس والخزرج حتى نزلوا بيثرب. وأخرج ابن المنذر عن عكرمة رضي الله عنه في قوله قال: كان لهم مجلس مشيد بالمرمر، فأتاهم ناس من النصارى فقالوا: أشكروا الله الذي أعطاكم هذا قالوا: ومن أعطاناه؟ إنما كان لآبائنا فورثناه، فسمع ذلك ذو يزن فعرف انه سيكون لكلمتهم تلك خبر فقال لابنه: كلامك علي حرام ذلك ذو يزن فعرف انه سيكون لكلمتهم تلك خبر فقال لابنه: كلامك علي حرام ان لم تأت غدا وأنا في مجلس قومي فتصك وجهي، ففعل ذلك فقال: لا أقيم بأرض فعل هذا ابني بي فيها، إلا من بيتاع مني مالي، فابتدره الناس، فابتاعوه فبعث الله جرذا أعمى يقال له الخلد من جرذان عمى، فلم يزل يحفر السد حتى خرقه فانهدم وذهب الماء بالجنتين. وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن وهب بن منبه رضي الله عنه قال: لقد بعث الله إلى سبأ ثلاثة عشر نبيا فكذبوهم، وكان لهم سد كانوا قد بنوه بنيانا أبدا وهو الذي كان يرد عنهم السيل إذا جاء أن يغشى أموالهم، وكان فيما يزعمون في علمهم من كهانتهم انه إنما يخرب سدهم ذلك فارة، فلم يتركوا فرجة بين حجرين إلا ربطو عندها هرة، فلما جاء زمانه وما أراد الله بهم من التفريق، أقبلت فيما يذكرون فأرة حمراء إلى هرة من تلك الهرر، فساورنها؟؟ حتى استأخرت عنها الهرة، فدخلت في الفرجة التي كانت عندها، فتغلغلت بالسد، فحفرت فيه حتى رققته للسيل وهم لا يدرون، فلما ان جاء السيل وجد عللا، فدخل فيه حتى قلع السد وفاض على الأموال فاحتملها، فلم يبق منها إلا ما ذكر عن الله تبارك وتعالى. وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن الضحاك رضي الله عنه في الآية قال: كانت أودية اليمن تسيل إلى وادي سبأ، وهو واد بين جبلين، فعمد أهل سبأ فسدوا ما بين الجبلين بالقير والحجارة، وتركوا ما شاءوا لجناتهم، فعاشوا بذلك زمانا من الدهر، ثم انهم عتوا وعملوا بالمعاصي، فبعث الله على ذلك السد جرذا فنقبه عليهم، فعرض الله مساكنهم وجناتهم، وبدلهم بمكان جنتهم جنتين خمط والخمط الاراك {وائل} الاثل القصير من الشجر الذي يصنعون منه الأقداح. وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن عمرو بن شرحبيل رضي الله عنه وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله وأخرج ابن أبي حاتم عن عطاء رضي الله عنه قال {العرم} اسم الوادي. وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما وأخرج ابن جرير عن الضحاك رضي الله عنه قال: وادي سبأ يدعى {العرم}. وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس أرسله الله عليهم. وفي قوله وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله وأخرج الطستي عن ابن عباس رضي الله عنهما ان نافع بن الازرق قال له: أخبرني عن قوله ما معول فود تراعى بعينها * أغن غضيض الطرف من خلل الخمط وأخرج ابن أبي حاتم عن عمرو بن شرحبيل رضي الله عنه في قوله {واثل} قال {الاثل} شجر لا يأكلها شيء وإنما هي حطب. وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي في الآية قال {الخمط} الاراك و {الاثل} النضار و {السدر} النبق. وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله {لقد كان لسبأ في مساكنهم...}. قال: قوم أعطاهم الله نعمة، وأمرهم بطاعته، ونهاهم عن معصيته، قال الله {فاعرضوا} قال: ترك القوم أمر الله وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة رضي الله عنه قال: الخمط هو الاراك. وأخرج عبد بن حميد عن الحسن وأبي مالك. مثله. وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس في قوله وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن طاوس وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن أبي حيوة وكان من أصحاب علي قال: جزاء المعصية الوهن في العبادة، والضيق في المعيشة، والمنغص في اللذة قيل: وما المنغص؟ قال: لا يصادف لذة حلال إلا جاءه من ينغصه إياها. وأخرج ابن جرير عن مجاهد وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير عن قتادة وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن سعيد بن جبير. مثله. وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن الحسن في قوله وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن أبي ملكية في قوله (يتبع...) (تابع... 1): - قوله تعالى: لقد كان لسبأ في مساكنهم آية جنتان عن يمين وشمال كلوا... ... وأخرج ابن المنذر عن الضحاك في قوله وأخرج اسحق بن بشر وابن عساكر عن ابن عباس في قوله وأخرج ابن عساكر عن زيد بن أسلم في قوله {ظاهرة} قال: قرى بالشام. وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله وأخرج ابن المنذر عن الضحاك في قوله وأخرج ابن أبي حاتم عن يحيى بن يعمر رضي الله عنه انه قرأ (قالوا ربنا بعد بين أسفارنا) مثقلة قال: لم يدعوا على أنفسهم، ولكن شكوا ما أصابهم. وأخرج عبد بن حميد عن الكلبي رضي الله عنه انه قرأ (قالوا ربنا بعد بين أسفارنا) مثقلة على معنى فعل. وأخرج عبد بن حميد عن سعيد بن أبي الحسن رضي الله عنه انه قرأ (بعد بين أسفارنا) بنصب الباء، ورفع العين. وأخرج عبد بن حميد عن عاصم رضي الله عنه انه قرأ (ربنا) بالنصب (باعد) بنصب الباء وكسر العين على الدعاء. وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن الشعبي رضي الله عنه في قوله وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله وأخرج ابن أبي الدنيا وابن جرير والبيهقي في شعب الإيمان عن عامر رضي الله عنه قال: الشكر نصف الإيمان، والصبر نصف الإيمان، واليقين الإيمان كله. وأخرج البيهقي عن أبي الدرداء قال: سمعت أبا القاسم صلى الله عليه وسلم يقول: "ان الله قال: يا عيسى بن مريم اني باعث بعدك أمة ان أصابهم ما يحبون حمدوا وشكروا، وإن أصابهم ما يكرهون احتسبوا وصبروا، ولا حلم ولا علم. قال: يا رب كيف يكون هذا لهم، ولا حلم ولا علم؟ قال: أعطيهم من حلمي وعلمي". وأخرج أحمد ومسلم والبيهقي في شعب الإيمان والدارمي وابن حبان عن صهيب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "عجبا لأمر المؤمن أمر المؤمن كله خير، ان أصابته سراء شكر كان خيرا، وإن أصابته ضراء صبر كان خيرا". وأخرج أحمد والبيهقي عن سعد بن أبي وقاص قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "عجبت للمؤمن ان أعطي قال الحمد لله فشكر، وإن ابتلي قال الحمد لله فصبر، فالمؤمن يؤجر على كل حال، حتى اللقمة يرفعها إلى فيه". وأخرج البيهقي في الشعب وابو نعيم عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم"من نظر في الدين إلى من هو فوقه، وفي الدنيا إلى من هو تحته، كتبه الله صابرا وشاكرا، ومن نظر في الدين إلى من هو تحته، ونظر في الدنيا إلى من هو فوقه، لم يكتبه الله صابرا ولا شاكرا" والله سبحانه وتعالى أعلم. - أخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما انه كان يقرأها وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن رضي الله عنه قال: لما أهبط آدم عليه السلام من الجنة ومعه حواء عليها السلام هبط إبليس فرحا بما أصاب منهما، وقال: إذا أصبت من الابوين ما أصبت فالذرية أضعف، وكان ذلك ظنا من إبليس عند ذلك فقال: لا أفارق ابن آدم ما دام فيه الروح أغره، وأمنيه، وأخدعه، فقال الله تعالى: "وعزتي لا أحجب عنه التوبة ما لم يغرغر بالموت، ولا يدعوني إلا أجبته، ولا يسألني إلا أعطيته، ولا يستغفرني إلا غفرت له". وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن الحسن رضي الله عنه في قوله {وما كان عليهم من سلطان} قال: والله ما ضربهم بعصا، ولا سيف، ولا سوط، وما أكرههم على شيء، وما كان إلا غرورا وأماني، دعاهم اليها فاجابوه. وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله - أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه {وما لهم فيها من شرك} يقول: ما لله من شريك في السموات ولا في الأرض وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي رضي الله عنه في قوله - أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: لما أوحى الجبار إلى محمد صلى الله عليه وسلم دعا الرسول من الملائكة ليبعثه بالوحي، فسمعت الملائكة عليهم السلام صوت الجبار يتكلم بالوحي، فلما كشف عن قلوبهم سئلوا عما قال الله فقالوا: الحق. وعلموا أن الله تعالى لا يقول إلا حقا قال ابن عباس رضي الله عنهما: وصوت الوحي كصوت الحديد على الصفا، فلما سمعوا خروا سجدا، فلما رفعوا رؤوسهم وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان إذا نزل الوحي كان صوته كوقع الحديد على الصفوان، فيصعق أهل السماء وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: ينزل الامر إلى السماء الدنيا، له وقع كوقعة السلسلة على الصخرة، فيفزع له جميع أهل السموات، فيقولون وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد ومسلم والترمذي والنسائي وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه وأبو نعيم والبيهقي في الدلائل من طريق معمر عن الزهري عن علي بن حسين عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم جالسا في نفر من أصحابه، فرمى بنجم، فاستنار قال: ما كنتم تقولون إذا كان هذا في الجاهلية؟ قالوا: كنا نقول يولد عظيم، أو يموت عظيم، قال: فإنها لا ترمى لموت أحد، ولا لحياته، ولكن ربنا إذا قضى أمرا سبح حملة العرش، ثم سبح أهل السماء الذين يلون حملة العرش، فيقول الذين يلون حملة العرش وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد والبخاري وأبو داود والترمذي وابن ماجه وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في الاسماء والصفات عن أبي هريرة رضي الله عنه. ان النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذا قضى الله الامر في السماء ضربت الملائكة باجنحتها خضعانا لقوله، كأنه سلسلة على صفوان يفزعهم ذلك {فإذا فزع عن قلوبهم قالوا ماذا قال ربكم} قالوا الذي قال وأخرج ابن جرير وابن خزيمة وابن أبي حاتم والطبراني وأبو الشيخ في العظمة وابن مردويه والبيهقي في الاسماء والصفات عن النواس بن سمعان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا أراد الله أن يوحي بامر تكلم بالوحي، فإذا تكلم بالوحي أخذت السماء رجفة شديدة من خوف الله تعالى، فإذا سمع بذلك أهل السموات صعقوا وخروا سجدا، فيكون أول من يرفع رأسه جبريل عليه السلام، فيكلمه الله من وحيه بما أراد، فيمضي به جبريل عليه السلام على الملائكة عليهم السلام، كلما مر بسماء سماء سأله ملائكتها: ماذا قال ربنا يا جبريل؟ فيقول {قال الحق وهو العلي الكبير} فيقولون كلهم مثل ما قال جبريل عليه السلام، فينتهي جبريل عليه السلام بالوحي حيث أمره الله من السماء والارض". وأخرج الحاكم وصححه وابن مردويه عن أبي هريرة ان النبي صلى الله عليه وسلم قرأ (فرغ عن قلوبهم) يعني بالراء والغين والمعجمة. وأخرج البيهقي وابن أبي شيبه وابن مردويه وأبو نعيم في الدلائل عن ابن عباس في قوله عز وجل وأخرج أبو داود والبيهقي في الاسماء والصفات عن رسول الله صلى الله عليه وسلم"إذا تكلم الله بالوحي، سمع أهل السماء الدنيا صلصلة كجر السلسلة على الصفا فيصعقون، فلا يزالون كذلك حتى يأتيهم جبريل عليه السلام، فإذا جاءهم جبريل عليه السلام وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابو الشيخ في العظمة وابن مردويه والبيهقي من وجه آخر عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: إذا تكلم الله بالوحي سمع أهل السموات صلصلة كجر السلسلة على الصفوان فيصعقون، فلا يزالون كذلك حتى يأتيهم جبريل عليه السلام، فإذا أتاهم جبريل عليه السلام وأخرج ابن مردويه عن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لما نزل جبريل بالوحي على رسول الله، فزع أهل السموات لا نحطاطه، وسمعوا صوت الوحي كاشد ما يكون من صوت الحديد على الصفا، فكلما مر بأهل سماء وأخرج عبد بن حميد عن قتادة رضي الله عنه في الآية قال: يوحي الله إلى جبريل عليه السلام، فتفزع الملائكة عليهم السلام من مخافة أن يكون شيء من أمر الساعة، فإذا خلى عن قلوبهم وعلموا ان ذلك ليس من أمر الساعة وأخرج أبو نصر السجزي في الابانة عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "رأيت جبريل عليه السلام وزعم ان اسرافيل عليه السلام يحمل العرش، وإن قدمه في الأرض السابعة والالواح بين عينيه، فإذا أراد ذو العرش أمرا سمعت الملائكة كجر السلسلة على الصفا فيغشى عليهم، فإذا قاموا وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة والكلبي رضي الله عنهما في قوله وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم في الآية قال: زعم ابن مسعود أن الملائكة المعقبات الذين يختلفون إلى أهل الأرض يكتبون أعمالهم إذا أرسلهم الرب تبارك وتعالى، فانحدروا سمع لهم صوت شديد، فيحسب الذي أسفل منهم من الملائكة أنه من أمر الساعة، فيخرون سجدا وهكذا كلما مروا عليهم، فيفعلون ذلك من خوف ربهم تبارك وتعالى. وأخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة قال: إذا قضى الله تبارك وتعالى أمرا رجفت السموات والارض والجبال، وخرت الملائكة كلهم سجدا حسبت الجن أن أمرا يقضى فاسترقت، فلما قضي الامر، رفعت الملائكة رؤوسهم. وهي هذه الآية {حتى إذا فزع عن قلوبهم قالوا ماذا قال ربكم قالوا جميعا الحق وهو العلي الكبير}. وأخرج ابن الأنباري عن الحسن رضي الله عنه أنه كان يقرأ وأخرج ابن أبي شيبه من طريق آخر رضي الله عنه أنه كان يقرأ وأخرج ابن أبي حاتم عن زيد بن أسلم في قوله وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله وأخرج عبد بن حميد عن إبراهيم والضحاك أنهما كانا يقراآن وأخرج عبد بن حميد عن محمد بن سيرين أنه سأل كيف تقرأ هذه الآية وأخرج عبد بن حميد عن عاصم أنه قرأ حتى وأخرج عبد بن حميد وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: ثم أمره الله أن يسأل الناس فقال {قل من يرزقكم من السموات والارض}. وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن عكرمة في قوله وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في الاسماء والصفات عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {الفتاح} قال: القاضي. - أخرج ابن أبي شيبه وابن المنذر عن مجاهد في قوله وأخرج ابن أبي حاتم عن محمد بن كعب في قوله {كافة الناس} قال: للناس عامة. وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله وأخرج ابن المنذر عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أعطيت خمسا لم يعطهن نبي قبلي. بعثت إلى الناس كافة إلى كل أبيض وأحمر، وأطعمت أمتي المغنم لم يطعم أمة قبل أمتي، ونصرت بالرعب بين يدي من مسيرة شهر، وجعلت لي الأرض مسجدا وطهورا، واعطيت الشفاعة فادخرتها لأمتي يوم القيامة". وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أعطيت خمسا لم يعطهن نبي قبلي. بعثت إلى الناس كافة الاحمر والاسود، وإنما كان النبي يبعث إلى قومه، ونصرت بالرعب يرعب مني عدوي على مسيرة شهر، وأطعمت المغنم، وجعلت لي الأرض مسجدا وطهورا، وأعطيت الشفاعة، فادخرتها لأمتي إلى يوم القيامة، وهي ان شاء الله نائلة من لا يشرك بالله شيئا". - أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة في قوله وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي في قوله وأخرج ابن أبي شيبه وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير رضي الله عنه في قوله وأخرج عبد الرزاق وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن زيد رضي الله عنه في قوله أما قوله تعالى: أخرج ابن أبي حاتم عن الحسن رضي الله عنه قال: ما في جهنم دار، ولا مغار، ولا غل، ولا قيد، ولا سلسلة إلا اسم صاحبها عليها مكتوب. فحدث به أبو سليمان الداراني رضي الله عنه، فبكى ثم قال: فكيف به لو جمع هذا كله عليه، فجعل القيد في رجليه، والغل في يديه، والسلسلة في عنقه، ثم أدخل الدار، وأدخل المغار.
|